مقدّمة المحقّق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد ، الذي تفرّد بالكبرياء والعظمة ؛ المستكنّ في حجاب العماء ، والمستتر في غيب الصّفات والأسماء ، فلا يظهر منها إلّا على قدر القابليّات ، فحجبها عن قلوب الأغيار ، وأشرق نورها على قلوب الأولياء الأبرار ، وصلاته الكاملة على نبيّه الأكمل أصل الأنوار وحقيقة الغفّار ، المستغرق في غيب الهويّة الإلهية ، السّالك إليه تعالى بقدم العبوديّة ، المنمحى عنه التعيّنات الماديّة ، محمّد الأمين لبّ الحقيقة ، وسرّ الطريقة ، المستتر في حجاب عزّ الجلال ، والمخمّر بيدي العظمة والكمال والجمال ، وعلى آله شموس الظلام ، وأفلاك الأنام ، والبدور المنيرة ، سلاطين الولاية الرّبانية ، والهيبة الأحديّة ، عيون الله في خلقه ، سيّما خليفته القائم مقامه في عالمي الملك والملكوت ، المتّحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت ، أصل شجرة طوبى وحقيقة سدرة المنتهى ، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى ، معلّم الروحانيين لا سيّما الكروبيين ، ومؤيّد الأنبياء والمرسلين ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين صلوات الله وملائكته ورسله عليه وعليهم أجمعين.
وبعد ...
لقد أحببت ـ بعد أن طلب مني وبإلحاح شديد ـ أن أعلّق بإيجاز على كتاب «مؤتمر علماء بغداد» الذي طالما تناولته الأيدي ، وتقبّلته النفوس ، فهو على الرغم من ضآلة حجمه يعدّ من أعظم الكتب التي تعطينا صورة واضحة المعالم عن الصّراع العنيف الذي كان بين الشيعة والسنة ؛ هذا الصراع الذي