٣ ـ يشترط في الإمامة النص منه تعالى ، ولا شيء منه في العبّاس وغيره.
٤ ـ إنّ القول بالميراث يعني تسلط الفسّاق على الإمامة والحكم ، وقد نهى الله عزوجل عنه في محكم كتابه الكريم بقوله تعالى : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) (١) وتسليط الفسّاق على سدة الحكم وارتضاؤهم له يعتبر ركونا إليهم وهو حرام شرعا.
من هنا يتضح فساد الطريقين المتقدمين بما تقدم من البراهين ، هذا مضافا إلى عدم عصمتهما عدا الأول ، وعلينا إثبات الدليل عليه ، وهل أن النبي عيّن شخص الإمام بعده؟ ومن هو هذا الإمام؟ هل هو مولى الثقلين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أو أبو بكر بن أبي قحافة؟
استدلال العامة على خلافة أبي بكر :
استدل العامة على خلافة أبي بكر بوجهين :
الوجه الأول :
إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قدّم أبا بكر على جميع أهل بيته وأصحابه ، كي يصلي بالمسلمين إماما ، وحيث إن الصلاة عماد الدين (٢) ، دل ذلك على أن أبا بكر إمام الأمة لرضا النبيّ به في الاقتداء به في الصلاة ، فيكون مرضيا عنه لإمامته في أمر الدنيا وهو الخلافة (٣).
وقد أفصح صاحب المواقف وابن حجر في الصواعق عن رأي العامة في خلافة أبي بكر ، فقال الأول :
إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم استخلف أبا بكر في الصلاة حال مرضه واقتدى به وما عزله
__________________
(١) سورة هود : ١١٣.
(٢) كنز العمال ج ٧ / ٢٨٤ رقم ١٨٨٨٩ ، ط / مؤسسة الرسالة ـ بيروت ١٤٠٥ ه.
(٣) شرح التجريد للقوشجي ص ٣٧٢ والصواعق المحرقة ص ٢٣ ، ط / مكتبة القاهرة.