الحطب عند الباب واعتدائهم على بضعة المصطفى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين.
وقد اعتذر بعض المتعصبين للشّيخين بأنّ الإمام عليا عليهالسلام لم يتخلّف عن البيعة لأبي بكر إلّا رعاية لحق الصدّيقة السيدة الزهراء عليهاالسلام لكونها لم تكن راضية ، وأما زوجها فقد كان راضيا.
والجواب :
١ ـ أما كونه عليهالسلام راضيا فلم ينقل عنه هذا بغير خلاف بين المؤرخين.
٢ ـ وعلى تقدير كونه راضيا ، لكنه هل رضي أن تظلم الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام؟! وهي القائلة للشيخين حينما زاراها : «... فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبيّ لأشكونّكما إليه .. ثم قالت لأبي بكر : والله لأدعونّ الله عليك في كل صلاة أصليها» (١).
وهل يتصور عاقل أن أمير المؤمنين عليّا عليهالسلام يسخط السيدة الزهراء ليرضي الشيخين اللذين ظلماه وزوجته عليهاالسلام؟!!
وكيف يرضيهما وهو القائل :
«لقد تقمّصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ... إلى أن يقول : فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا ، حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ..» (٢).
والتقمص كناية عن اغتصاب الخلافة التي هي حق له عليهالسلام ، ويؤكد هذا نفس قولهعليهالسلام : «أرى تراثي نهبا» اغتصبه الأول بتدبير الثاني ، ثم رده الأول عليه.
__________________
(١) الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ص ٣١.
(٢) الخطبة الشقشقية ، نهج البلاغة ج ١ / ٢٦ ، شرح محمّد عبده.