ولا ولاته شيئا من ذلك كان ظالما في مطالبته لهم به فظهرت منه المعصية لله ولرسوله إذ طالب بما ليس له بحق ، ولدعواه أنه خليفة رسول الله وقد علم وعلم معه الخاص والعام أنّ الرسول لم يستخلفه كان ظالما كاذبا بذلك على الله وعلى رسوله ، وصدق عليه قول النبيّ : من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار.
الطعن الثاني :
أن النبيّ لم يولّ أبا بكر شيئا من الأعمال مع أنه كان يولّيها غيره ، ولمّا أنفذه لأداء سورة براءة إلى أهل مكة عزله وبعث الإمام عليا عليهالسلام ليأخذها منه ويقرأها على الناس ، ولما رجع أبو بكر إلى النبيّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يؤدي عني إلّا أنا أو رجل مني.
فمن لم يصلح لأداء سورة واحدة إلى أهل بلدة كيف يصلح للرئاسة العامة المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى عموم الرعايا في البلاد؟
الطعن الثالث :
لما انقاد لأبي بكر الناس طوعا وكرها امتنعت عليه قبيلة من العرب في دفع الزكاة إليه وقالوا له : إن الرسول لم يأمرنا بالدفع إليك ولا أمرك بمطالبتنا به فعلام تطالبنا بما لا يأمرك الله به ولا رسوله فسماهم أهل الرّدّة ، وبعث إليهم خالد بن الوليد في جيش فقتل مقاتلهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وجعله فيئا قسّمه بين المسلمين ، فقبلوا ذلك منه مستحلين له إلا نفر كرهوا ذلك منهم عمر بن الخطّاب فإنه عزل سهمه منهم وكان عنده إلى أن ملك الأمر ثم رده عليهم فكانت خولة بنت جعفر بن قيس والدة محمد بن الحنفية منهم فبعث بها إلى أمير المؤمنين فتزوجها ولم يتملكها ، واستحل الباقون فروج نسائهم ، وقتل خالد بن الوليد رئيس القوم مالك بن نويرة وأخذ امرأته فوطأها من ليلته تلك من غير استبراء لها ، ولا وقعت عليها قسمة ، فأنكر عمر ذلك من فعله عليه وقال لأبي بكر في أمره فاحتج عليه بأن خالدا تأوّل فأخطأ ، فلما أكثر عليه عمر قال