أبو بكر : ما كنت لأشيم سيفا سلّه الله تعالى.
لقد نصر أبو بكر خالدا ولم ينكر عليه مع أن القوم الذين كانوا مع خالد قالوا : إن جماعة مالك أذّن مؤذنهم وصلينا وصلوا وشهدنا الشهادتين وشهدوا فأي (١) ردة لهؤلاء.
وفي لفظ ابن الأثير : قال عمر لأبي بكر إن سيف خالد فيه رهق ، وأكثر عليه في ذلك ، فقال : هيه يا عمر! تأوّل فأخطأ ، فارفع لسانك عن خالد ، فإني لا أشيم سيفا سلّه الله على الكافرين ، وودى مالكا وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ، ففعل ، ودخل المسجد وعليه قباء ، وقد غرز في عمامته أسهما ، فقام إليه عمر فنزعها وحطّمها وقال له : قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنّك بأحجارك ..» (٢).
ليت شعري كيف تأوّل أبو بكر فعل خالد ولم يتأوّل لمولاتنا بضعة المصطفى السيدة الزهراء عند ما طالبته بحقها من الخمس وفدك ، وإنكارها عليه اغتصابه الخلافة؟!!
ونحن نسأل الأتباع : كيف يسوغ لكم أن تتبعوا رجلا أفتى بدون علم قتل الأبرياء والاعتداء على الأعراض ، وصدقتموه بما فعل لمجرد كونه صحابيا ولم تتبعوا السيّدة الزهراء عليهاالسلام التي طهّرها الله في محكم قرآنه المجيد فقال عنها : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ...) وقال عنها نبيه الكريم : «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها» «من أسخط فاطمة فقد أسخط الله»؟!
الطعن الرابع : التخلف عن جيش أسامة :
من بدع أبي بكر أنه لم يمتثل أمر رسول الله اجتهادا منه كما يدّعي أتباعه لكن هذا الاجتهاد محرّما لكونه في مقابل النص (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ
__________________
(١) الاستغاثة ص ١٠ لأبي القاسم الكوفي المتوفى عام ٣٥٢ ه.
(٢) الكامل في التاريخ ج ٢ / ٣٥٧ ، ط / دار صادر.