وفي لفظ آخر :
إن جدتين أتتا أبا بكر هما أمّ الأم وأم الأب ، فأعطى الميراث أم الأم دون أم الأب ، فقال له عبد الرحمن بن سهيل أخو بني حارثة : يا خليفة رسول الله لقد أعطيت التي لو أنها لو ماتت لم يرثها ، فجعله أبو بكر بينهما يعني السدس (١).
كما أنه حرق الفجاءة السلمي وهو إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف فقال لأبي بكر : إني مسلم وقد أردت جهاد من ارتدّ من الكفار فاحملني وأعنّي فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحا فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم ، فأمر أبو بكر طريفة بن حاجز أن يأسره أو يقتله ، فأسره طريفة ثم قدما على أبي بكر فقال له أبو بكر : يا طريفة اخرج به إلى هذا البقيع فحرّقه بالنار ، فخرج به وأوقد له نارا فقذفه فيها.
وفي رواية ابن الأثير والطبري : أوقد له نارا في مصلّى المدينة على حطب كثير ثم رمى فيها مقموطا أي : جمعت يداه إلى قفاه (٢).
ولأبي بكر سوابق في إحراقه الناس بالنار ، فقد روى هشام بن عروة عن أبيه قال : كان في بني سليم ردّة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد فجمع رجالا منهم الحظائر ثم أحرقها عليهم بالنار ، فبلغ ذلك عمر فأتى أبا بكر فقال : تدع رجلا يعذّب بعذاب الله عزوجل ، فقال أبو بكر : والله لا أشيم سيفا سلّه الله على عدوه حتى يكون هو الذي يشيمه ، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة (٣).
وقد أحرق باب سيّدة الطهر فاطمة روحي لنعلها الفداء كما هو متواتر
__________________
(١) الغدير ج ٧ / ١٢١ نقلا عن موطأ مالك ج ١ / ٣٣٥ ، سنن البيهقي ج ١ / ٢٣٥ ، بداية المجتهد ج ٢ / ٣٤٤ ، الاستيعاب ج ٢ / ٤٠٠ ، الإصابة ج ٢ / ٤٠٢ وكنز العمال ج ٦ / ٦.
(٢) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٢ / ٣٥٠ وتاريخ الطبري ج ٢ / ٤٩٢ ، ط / الأعلمي ، والغدير ج ٧ / ١٥٦ ، ط / دار الكتب الإسلامية ـ طهران.
(٣) الغدير ج ٧ / ١٧٦ نقلا عن الرياض النضرة ج ١ / ١٠٠.