ومشهور بين الإمامية ، فكان أبو بكر يهوى تعذيب مخالفيه بالنار لشدة غيظه وفوران حقده.
إنّ التعذيب بالنار من مختصات الخالق القدير وقد نهى عزوجل عن الإحراق على لسان رسوله بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يعذّب بالنار إلّا ربّ النار. وقوله : لا يعذّب بالنار إلا ربّها (١).
وقد ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من بدّل دينه فاقتلوه. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : زنا بعد إحصان فإنه يرجم ، ورجل يخرج محاربا لله ورسوله فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض أو يقتل نفسا فيقتل بها (٢).
هذا موافق لقوله تعالى : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٣).
قد يقال :
ورد عند الإمامية أن أمير المؤمنين عليا عليهالسلام قد أحرق عبد الله بن سبأ وأصحابه ، فلم لا يصح لأبي بكر أن يفعل ذلك بمخالفيه أسوة بالإمام عليّ عليهالسلام؟
والجواب :
إن ما فعله أمير المؤمنين بابن سبأ وأصحابه لم يكن إحراقا وإنما حفر لهم حفرا وخرق بعضها إلى بعض ، ثم دخن عليهم حتى ماتوا.
__________________
(١) الغدير ج ٧ / ١٥٦ نقلا عن صحيح البخاري ، كتاب الجهاد ؛ باب لا يعذّب بعذاب الله ، وسنن أبي داود ج ٢ / ٢١٩ ومصابيح السنة ج ٢ / ٥٧ وتيسير الوصول ج ١ / ٢٣٦.
(٢) سنن أبي داود ج ٢ / ٢١٩ ومصابيح السنة ج ٢ / ٥٩ ومشكاة المصابيح ص ٣٠٠ والغدير ج ٧ / ١٥٦.
(٣) سورة المائدة : آية ٣٣.