بكر مثله ، ودخل على أبي بكر فأخبره الخبر واعتذر إليه ، فعذره وتجاوز عنه وعنّفه في التزويج الذي كانت عليه العرب من كراهة أيام الحرب ، فخرج خالد وعمر جالس ، فقال : هلمّ إليّ يا ابن سلمة ، فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه ، فلم يكلّمه (١).
وفي لفظ الطبري وغيره :
أن أبا بكر كان من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تساءلوهم ما الذي نقموا ، وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فاقتلوا وحرّقوا ، وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي أخو بني سلمة ، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها ، وكان يحدث أنهم لمّا غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح ، قال : فقلنا إنّا المسلمون ، فقالوا : ونحن المسلمون ، قلنا فما بال السلاح معكم؟ قالوا لنا فما بال السلاح معكم؟ قلنا فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح ، قال فوضعوها ثم صلينا وصلّوا وكان خالد يعتذر في قتله ...» (٢).
ولم يكتف خالد «القائد العسكري عند أبي بكر» بما صنع بمالك وأصحابه حتى انتهك حرمة جسد المسلم بعد الموت فجعل رأس مالك ورءوس أصحابه أثافي للقدور يطبخون عليها اللحم والمرق فرحين بمقتل مؤمنين بالله وبرسالة محمد وعترته الطاهرة.
وعند ما تسأل بعض علماء العامة عن سبب قتل مالك يجيبونك دائما إن مالكا ارتد عن الإسلام.
لكن يرد عليهم :
__________________
(١) الكامل في التاريخ ج ٢ / ٣٥٧ والطبري ج ٢ / ٥٠٣. وفي لفظ الطبري : هلمّ إليّ يا ابن أم شملة.
(٢) تاريخ الطبري ج ٢ / ٥٠٤ والغدير ج ٧ / ١٥٩ وأسد الغابة ج ٥ / ٤٨.