الثاني : الجانب الحقوقي.
فالشق الأول : يتناول الاعتداء على جسدها الطاهر وروحها الزكية المطهّرة ، وقد تعرضنا له في البحوث القادمة فراجع.
وأما الشق الثاني : ويتناول الاعتداء على متعلقاتها وحقوقها المالية ، أعني بذلك فدكا ، ومنعها حقها من الخمس ، وهذا ما سنبحثه هنا لتسليط الضوء على منكرات القوم الذين افتروا على مقامات رسول الله وآله الأطهار.
والسؤال الذي طالما يردده كثيرون ـ مشفقون ومشكّكون ـ : لما ذا اغتصبوا من مولاتنا الزهراء فدكا؟
والجواب :
١ ـ استضعف الحلف الثنائي وزمرتهما أهل البيت ، وأرادوا من عميد البيت الهاشمي الإمام عليا عليهالسلام البيعة لأبي بكر ولو قهرا ، لما في بيعته دعما للخط القبلي المتمثل بأبي بكر وابن الخطّاب ، ولكنّ الإمام عليهالسلام رفض البيعة ، لأن مبايعته لهم تعني أنهم أصحاب الحق ، وأنهم خلفاء رسول الله ، مما يستلزم إغراء المكلفين بالقبيح وقد نهى عنه الله عزوجل ، لذا حاول القوم الضغط على البيت الهاشمي الذي يتزعمه مولى الثّقلين الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من خلال تشديد الحصار عليهم إعلاميا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا تماما كما فعل المشركون بالنبيّ من خلال حصارهم له وللمؤمنين بدعوته أمثال المجاهد العظيم أبي طالب عليهالسلام ، فكانت مدة حصارهم للنبيّ في شعب أبي طالب ثلاث سنوات ، وما أشبه اليوم بالأمس ، وما أشبه السقيفة بيوم الحصار في أواسط البعثة النبوية الشريفة.
٢ ـ ليستعين (١) القوم المغتصبون بمحاصيل فدك ، حيث كانت تدر الأموال
__________________
(١) وفي كلام لصاحب السيرة الحلبية نقلا عن سبط ابن الجوزي قال : بعد أن كتب أبو بكر للسيدة ـ