صحة قولك ولا يجوز أن أحكم بذلك ، فشهد لها أم أيمن ومولى للرسول ، فطلب منها أبو بكر الشاهد الذي يجوز قبول شهادته في الشرع فلم يكن ، فأجرى أبو بكر ذلك ما كان يجريه الرسول(١) ..
تنبيه :
انظر ـ أخي القارئ ـ كيف يحطّون من درجة الصّديقة الطاهرة فينعتونها بالكذب حيث ـ وبنظر المشكّك الكبير الرازي ـ أن السيّدة المطهّرة عليهاالسلام ادعت أن فدكا نحلة من أبيها ، لذا لم يقبل دعواها سيده أبو بكر حيث أسموه بالصدّيق وقد ارتكب الجرائر بحق المؤمنين لا سيّما أمير المؤمنين وزوجه الزهراء وشيعتهما الميامين ، ونسي الرازي ما ذكره أصحابه من المفسرين والمؤرخين لا سيّما البخاري (٢) في الصحيح في كتاب بدء الخلق ، في باب مناقب قرابة رسول الله باب ١١ منقبة فاطمة بنت النبيّ وباب ٣٠ مناقب فاطمة رضي الله عنها.
روى بسنده عن المسور بن مخرمة أن رسول الله قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني. وذكره المتقي في كنز العمال ج ٦ / ٢٢٠ وقال : أخرجه ابن أبي شيبة.
وذكره المناوي أيضا في فيض القدير ج ٤ / ٤٢١ وقال :
استدل به السهيلي على أن من سبّها كفر لأنه يغضبه وإنها أفضل من الشيخين. ورواه النسائي أيضا في خصائصه ص ٣٥ (٣).
ملاحظة :
ونؤكد كلام السهيلي بأنه إذا كان سبّ الزهراء سببا للكفر فإن تكذيبها سبب أيضا للكفر، بل إنّ التكذيب من أبرز مصاديق الكفر والمروق من الدين.
__________________
(١) تفسير الرازي ج ٢٩ / ٢٨٤ سورة الحشر.
(٢) وصحيح البخاري يعتبره علماء العامة بعد القرآن من حيث القداسة والاحترام.
(٣) فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٣ / ١٥١.