أن يظفر الفسّاق وأهل الفساد بماله فيصرفوه فيما لا ينبغي ، وطلبه هذا في غاية الحكمة ، فإن تقوية الفسّاق وإعانتهم على أفعالهم المذمومة محظورة في الدين.
توضّح بما تقدّم أنّ قانون الوراثة عام يشمل الأنبياء وغيرهم ، ولم يرد بدليل معتبر تخصيصه ، فيبقى العام سار بعمومه من دون تقييد أو تخصيص.
هذا بالإضافة على أن آيات الإرث عامة ، ولو كان هناك ما يوجب التخصيص بالرسول ، لكان على الرسول أن يعلمه ويخبر ابنته بذلك ، مع أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يخبرها ولا غيرها من الناس بهذا الحكم الخاص ، وهل من المعقول أن يخفي رسول الله هذا الحكم عن ابنته الزهراء عليهاالسلام مع شدة اتصالها به وكثرة تعلّقها به وتعلّقه بها ، وشدة الحاجة إلى بيان الحكم لها لئلا تطالب بالإرث بعد وفاة أبيها؟
وكيف يطلع أبو بكر ابنته عائشة على ذاك الحديث الذي سمعه من النبيّ ، أو أنها سمعت النبيّ يقول لأبيها «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث» ، ولم يطلع النبيّ ابنته الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام هذا الحديث مع علمه بما سيجري عليها من الاضطهاد والتكذيب وغير ذلك؟!!
وزبدة المخض :
يرد على أبي بكر ما يلي :
أولا : إنّ العمومات القرآنية كقوله تعالى : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) (١).
(يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) (٢) (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) (٣).
(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) (٤) وغيرها من الآيات
__________________
(١) سورة النمل : ١٦.
(٢) سورة مريم : ٥.
(٣) سورة النساء : ١١.
(٤) سورة الأحزاب : ٦.