يجمع بين الأضداد ، فيصدق عليهم قول الشاعر (١) :
أهوى عليا أمير المؤمنين ولا |
|
أرضى بشتم أبي بكر ولا عمرا |
ولا أقول وإن لم يعطيا فدكا |
|
بنت النبي ولا ميراثها : كفرا |
الله يعلم ما ذا يحضران به |
|
يوم القيامة من عذر إذا اعتذرا |
النقطة الثالثة :
ونتطرق فيها إلى بعض الشبهات الراجعة إلى اغتصاب فدك من الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام.
الشبهة الأولى :
مفادها : إنّ الإمامية اتهموا أبا بكر بوقوفه بجانب ابنته عائشة حيث لم يطلب منها البيّنة على سكناها في الحجرة ، وكذا حجر أزواج النبي ، في حين طلبها من الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام ، والسبب يرجع في ذلك أن الحجر كانت لهنّ ، لأن الله تعالى نسبها إليهنّ بقوله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) (٢).
والجواب :
لا ملازمة بين القرن بالبيوت وبين ملكيتها ، فالقرن بالبيوت أعم من الملك ، وذلك إن هذه الإضافة لا تقتضي الملك ، بل العادة جارية فيها بأنها تستعمل من جهة السكن ، ولهذا يقال: هذا بيت فلان ومسكنه ، ولا يراد بذلك : الملك ، وقد قال الله تعالى (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) (٣) ولا شبهة في أنه تعالى أراد منازل الأزواج التي يسكنون فيها زوجاتهم ، ولم يرد به : إضافة الملك.
__________________
(١) قال ابن الصبّاح : قال لي أبو الحسن : أتقول إنه قد أكفرهما في هذا الشعر؟ قلت : نعم ، قال : كذاك هو ، لاحظ شرح النهج ج ١٦ / ٣٥٩.
(٢) سورة الأحزاب : ٣٣.
(٣) سورة الطلاق : ١.