النقطة الأولى : في تعريف المتعة وأحكامها.
وللمتعة تعريفان :
واحد لغوي وآخر اصطلاحي.
أمّا اللغوي : فإن لفظ المتعة يفيد الالتذاذ والاستمتاع ، وكلّ ما ينتفع به على وجه ما فهو متاع ومتعة ، ومتع الرجل ومتع : جاد وظرف ، وقيل كل ما جاد فقد متع ، والماتع من كل شيء : البالغ في الجودة. الغاية في بابه. وأمتع بالشيء وتمتّع به واستمتع : دام له ما يستمده منه.
ومتّعه الله وأمتعه بكذا : أبقاه ليستمتع به ، يقال : أمتع الله فلانا بفلان إمتاعا أي أبقاه ليستمتع به فيما يحبّ من الانتفاع به والسرور بمكانه ، وأمتعت بالشيء أي تمتعت به.
والمتعة والمتعة والمتعة (بالضم والكسر والفتح) : البلغة. وشراب ماتع : شديد الحمرة ، فالشراب هو الذي يمتع بجودته وليست الحمرة بخاصّة للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته.
والمتاع : المنفعة ومنه قوله تعالى (مَتاعٌ إِلى حِينٍ) أي انتفاع إلى انقضاء أجلكم. و (مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) أي منفعتها التي لا تدوم.
و (استمتع بعضنا ببعض) أي استنفع ، واستمتعت بكذا وتمتّعت به ومنه قوله تعالى (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ).
والتّمتّع أصله التلذذ ، وسمّي هذا النوع به لما يتخلّل بين عمرته وحجته من التحلل الموجب لجواز الانتفاع والتلذذ بما كان قد حرّمه الإحرام مع ارتباط عمرته بحجه حتى أنهما كالشيء الواحد شرعا ، فإذا حصل بينهما ذلك فكأنه حصل في الحج. والمتاع : المنفعة وما تمتعت به.
والمتعة بالضم فالسكون : اسم من تمتّعت بكذا أي انتفعت به ، ومنه متعة