رسول الله شيء يؤيد هذه السياسة لما احتاج إلى كتمانها عن الخليفة ولنشرها ، ولو كان الخليفة في كل تلك المدة قد اطلع على شيء يؤيد سياسته لاستشهد به ولما احتاج إلى كل هذا العنف بالمسلمين.
وهكذا انتهى عهد عمر بن الخطّاب ، بعد أن كبت المعارضين لسياسة حكمه وكتم أنفاسهم ومنعهم حتى من نقل الحديث عن رسول الله ، واستمر الأمر على ذلك إلى ست سنوات من خلافة عثمان ، وانتشر الأمر متدرجا بعد ذلك فنشأ جيل جديد لا يعرف من الإسلام إلا ما سمحت سياسة الخلافة بنشره وبيانه.
متعة الحج :
وأما متعة الحج التي حرّمها عمر بن الخطّاب فهي الفترة الواقعة بين العمرة وحج التمتع ، وانعقد الإجماع على حلية متعة الحج واستمرارها ودوامها عدا فريق من المسلمين لم يعملوا إلّا برأي سيّدهم عمر فحرّموها طبقا لتحريم عمر لها ، فخالفوا سنّة رسول الله واتّبعوا بدعة عمر.
وقد عيّنت النصوص التاريخية متعة الحج التي لم يتقبّلها عمر ، وأراد من خلال تحريمه للمتعة في أشهر الحج أن يرفع من البنية الاقتصادية في مكة لأن المتعة هي أن يأتي المكلف بالعمرة ثم يحل من إحرامه ، فيحلّ له كل ما حرم عليه ثم يأتي بإحرام جديد لحج التمتع ، فكان هدف عمر أن يفصل بين العمرة وحج التمتع ، فتكون الأولى في غير أشهر الحج لئلا تبقى مكة خالية من الحجيج ، وقد أشار عمر بن الخطّاب إلى هذا في عدة مواطن نذكر بعضا منها :
١ ـ عن الأسود بن يزيد قال :
بينا أنا واقف مع عمر بن الخطّاب بعرفة عشية عرفة فإذا هو برجل مرجّل شعره يفوح منه ريح الطيب ، فقال له عمر : أمحرم أنت؟ قال : نعم ، فقال عمر : ما هيئتك بهيئة محرم ، إنما المحرم الأشعث الأغبر الأذفر ، قال : إني قدمت متمتعا وكان معي أهلي ، وإنما أحرمت اليوم ، فقال عمر عند ذلك : لا تتمتعوا في هذه