ما الداعي لكي تنسخ المتعة بعد ما أبيحت للضرورة ، وهل الضرورة والحاجة مختصة بزمن رسول الله فقط أو أن الضرورة تبقى ضرورة في كل الأزمان؟ الذي نراه هو الثاني وتؤيده الشواهد العقلية والشرعية والعرفية والأخلاقية لأن المتعة ضرورة اجتماعية لتلبية الحاجات الغريزية للرجل والمرأة معا ، ولا يكفي الزواج الدائم لتلبية تلك الحاجات ، لوجود مشكلات ناتجة عن ضرورات يعيشها الإنسان بعيدا عن أهله فيواجه مشكلة الحاجة الجنسية الشديدة التي تتطلب منه التلبية والإرضاء ، كما أن هناك ضرورات تعيشها الأمة في بعض حالات الحرب ، أو تعيشها المرأة بفقدان الزوج ، أو تعيشها الفتاة العانس التي لا يرغب أحد بالزواج منها بالعقد الدائم ، ما ذا يفعل هؤلاء؟ هل يعيشون الرهبنة وقد حرّمها الله تعالى ، كما ليس بمقدور الكثير أن يعيش الرهبانية ، وهل يزنون وقد هدّد سبحانه فاعليه بأشد العذاب؟
لذا فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما وهي : إما أن نسمح لهؤلاء بالفحشاء والبغاء ونعترف به (كما هو الحال في المجتمعات المادية اليوم) أو أن نعالج المسألة عن طريق زواج المتعة الذي هو الحل الوحيد الذي يقضي على المشكلة الجنسية قضاء تاما.
والخلاصة : أن الزواج الدائم لم يكن لا في السابق ولا في الحاضر بقادر على أن يلبي كل الاحتياجات الجنسية ، ولا أن يحقق رغبات جميع الفئات والطبقات فلا بدّ من بديل يتم من خلاله تلبية كل الطموحات المشروعة والتي لا تكلّف المجتمعات والأفراد أي مئونة أو كلفة ، بل العكس هو الصحيح حيث إن زواج المتعة لا مئونة زائدة فيه فيكفي أن يتفق الطرفان على المدة والمهر ولو كان هذا المهر دولارا أو دينارا فيتزوجان ويسعدان بحياتهما شهورا وسنين من دون أن يعكر صفوهما مشكلات النفقة والأسرة وما شابه ذلك.
وقد التفت إلى هذه الحقيقة أحد أعظم فلاسفة الغرب برتراند راسل الذي