وكان الباعث على منعه الخمس عن أصحابه هو إضعاف جانب بني هاشم ، والحذر من أن يميل الناس إليهم لنيل الحطام ، فتنتقل إليهم الخلافة ، فينهدم ما أسسوه يوم السقيفة.
ومن بدعه أيضا أنه زاد الجزية عمّا قررها رسول الله وهو حرام على مذاهب فقهائهم الأربعة إلا أحمد في رواية (١).
الطعن الخامس عشر :
تغريب نصر بن الحجاج أبي ذويب من غير ذنب من المدينة.
فقد روى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن محمد بن سعيد قال : بينا عمر يطوف في بعض سكك المدينة إذ سمع امرأة تهتف من خدرها :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها |
|
أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج |
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبل |
|
سهل المحيا كريم غير ملجاج |
تنميه أعراق صدق حين تنسبه |
|
أخي قداح عن المكروب فرّاج |
سامي النّواظر من بهر له قدم |
|
تضيء صورته في الحالك الدّاجي |
فقال عمر : ألا لا أدري معي رجلا يهتف به العواتق في خدورهن! عليّ بنصر بن حجاج ، فأتي به ، فإذا هو أحسن الناس وجها وعينا وشعرا ، فأمر بشعره فجزّ ، فخرجت له وجنتان كأنه قمر ، فأمره أن يعتم فاعتمّ ، ففتن النساء بعينه ، فقال عمر : لا والله لا تساكنني بأرض أنا بها ، قال : ولم يا أمير المؤمنين؟ قال : هو ما أقول لك ، فسيّره إلى البصرة.
وخافت المرأة التي سمع عمر منها ما سمع أن يبدر إليها منه شيء ، فدسّت إليه أبياتا :
قل للأمير الذي تخشى بوادره |
|
ما لي وللخمر أو نصر بن حجّاج |
__________________
(١) شرح النهج ج ١٢ / ٣٨٠ وبحار الأنوار ج ٣١ / ١٦٧.