فشرعية خلافة عثمان مستندة إلى عمر ، وعمر جاء إلى الحكم بوصية أبي بكر (١).
____________________________________
(١) ذكر المؤرخون عامة تحت فصل «أبو بكر يعهد بالخلافة إلى عمر» أن أبا بكر لمّا نزل به الموت ، دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : أخبرني عن عمر ، فقال : إنه أفضل من رأيك فيه [الظاهر أنه تصحيف : «أفضل من رأيت»] إلّا أنّ فيه غلظة.
فقال أبو بكر : ذلك لأنه يراني رقيقا ، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيرا مما هو عليه ، وقد رمّقته فكنت إذا غضبت على رجل أراني الرضا عنه ، وإذا لنت له أراني الشدة عليه ، ودعا عثمان بن عفان ، وقال له : أخبرني عن عمر ، فقال : سريرته خير من علانيته ، وليس فينا مثله ، فقال أبو بكر لهما :
لا تذكرا مما قلت لكما شيئا ، ولو تركته ما عدوت عثمان ، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئا ، ولوددت أني كنت من أموركم خلوا وكنت فيمن مضى من سلفكم.
ودخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر ، فقال : استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه ، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاق ربك نسائلك عن رعيتك! فقال أبو بكر : اجلسوني ، فأجلسوه ، فقال : أبا لله تخوّفني! إذا لقيت ربي فسألني قلت : استخلفت على أهلك خير أهلك.
ثم إن أبا بكر أحضر عثمان بن عفان خاليا ليكتب عهد عمر ، فقال له : اكتب ؛ بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين ، أما بعد. ثم أغمي عليه ، فكتب عثمان : أما بعد فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيرا ، ثم أفاق أبو بكر فقال : اقرأ عليّ ، فقرأ عليه ، فكبّر أبو بكر وقال : أراك خفت أن يختلف الناس إن متّ في غشيتي؟ قال : نعم ، قال : جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله.