قال الملك (موجّها الكلام إلى الوزير) : وهل صحيح ما يقوله العلويّ من كلام أبي بكر وعمر؟
قال الوزير : نعم هكذا ذكر المؤرخون (١).
قال الملك : فلما ذا نحن نحترم هؤلاء الثلاثة؟
قال الوزير : اتباعا للسلف الصالح (٢).
____________________________________
(١) تقدم ذكر المصادر التاريخية والأدلة على بطلان خلافة الثلاثة ، ومن أراد المزيد فعليه بمراجعة الفوائد البهية ، الجزء الثاني.
(٢) المراد من «السلف» هم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين ، وهؤلاء كانوا قبل الخمسمائة الهجرية ، وينقل عنهم العامة أن لهم رؤية في الأسماء والصفات تمثّل ـ بنظرهم ـ العقيدة الصحيحة الواجب الالتزام بها واتّباعها.
وفي مقابل مصطلح «السلف» هناك مصطلح يطلق عليه ب «الخلف» ، وهم من كانوا بعد الخمسمائة للهجرة ، وقيل بعد القرون الثلاثة ، ولهؤلاء مذهب خاص أيضا في الأسماء والصفات ، فهم يؤولونها بما ينفي التشبيه والتجسيم بما يتناسب وقواعدهم الفكرية المرتكزة على الأقيسة والاستحسانات التي لم يقم الدليل على اعتبارها.
وقد تبنّى ابن تيمية وتبعه على ذلك الوهابيون في وقتنا الحاضر مذهب السلف ، وكل ما عند الوهابية هو من عند ابن تيمية.
قال الغزالي :
اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف : أعني مذهب الصحابة والتابعين ... وحقيقة مذهب السلف وهو الحق عندنا أن كل