ويقول أحمد أمين في كتابه «ضحى الإسلام» :
«ويسوقنا هذا إلى أن نذكر هنا أن الأمويين فعلا قد وضعوا أو وضعت لهم أحاديث تخدم سياستهم من نواحي متعددة» (١).
وقد بذل معاوية للصحابي سمرة بن جندب خمسمائة ألف درهم ليروي له عن النبيّ أن آية (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) نزلت في الإمام عليّ بن أبي طالب ؛ وأن قوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) نزلت في عبد الرحمن بن ملجم لأنه قتل عليّا عليهالسلام (٢).
وبالمناسبة نقول : إذا كان كل الصحابة عدولا صالحين ـ حسبما يعتقده الأشاعرة ـ فيفترض أن يكون آل محمد صحابة صالحين فيؤخذ منهم ويعتقد بهم وبما يروون ، وأن يكف الأمويون ومن حذا حذوهم عن الانتقاص منهم والإساءة إليهم.
وإذا كان الصحابة من السلف الصالح ، فآل محمد خيرة السلف الصالح ، فلم يؤخذ من الأباعد ويترك الأقارب؟!!
ولا عبرة بالسلف «الذي يسمونه صالحا» إذا لم يتوفر فيه ثلاثة عناصر مهمّة :
الأول : الإيمان بالله وبكل ما جاء به النبيّ الكريم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الثاني : الصدق والأمانة والنزاهة.
الثالث : أن يكون ما جاء به السلف موافقا للأسس والموازين العقيدية والتشريعية الموافقة للكتاب الكريم وسنة نبيّه وآله الطاهرين.
فكل سلف يخالف ما جاء به الكتاب وقرينه آل البيت ، لا يعتد به بل دونه
__________________
(١) ضحى الإسلام ج ٢ / ١٢٣.
(٢) آراء العلماء في التقية والصحابة ص ٥٨ السيّد مرتضى الرضوي.