قال الملك : ولما ذا هو خليفة؟
قال العلوي : لأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عيّنه (١) خليفة من بعده ، حيث إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أشار إلى خلافته في مواطن كثيرة جدا ومن جملتها : لمّا جمع الناس في منطقة بين مكة والمدينة يقال لها (غدير خم) ورفع يد عليّ وقال للمسلمين : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، ثم نزل عن المنبر وقال للمسلمين وعددهم يزيد على مائة وعشرين ألف إنسان : سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين ، فجاء المسلمون واحدا بعد واحد وهم يقولون لعليّ : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فجاء أبو بكر وعمر وسلّما على عليّ بإمرة المؤمنين وقال عمر : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة .. الخ ...
____________________________________
(١) قبل أن نستدل على ضرورة تعيين الخليفة ، علينا أن نوضح نقطتين مهمتين :
النقطة الأولى : في بيان الحكمة من وجود الإمام أو الخليفة.
تقريرها :
إن الأدلة التي أوجبت ضرورة بعثة الأنبياء والمرسلين هي بعينها توجب ضرورة الإمام ونصبه بعد النبي ، لأن الموضوعين يشتركان في جانب مهم من المناهج ، فقاعدة اللطف ـ مثلا ـ التي من خلالها أثبت المسلمون الشيعة الإمامية «أيدهم الله عزوجل» ضرورة إرسال الأنبياء من حيث إنّ الله تعالى بمقتضى رأفته بالعباد ولطفه بهم ، يجب عقلا ـ بعد أن فرض عليهم أحكاما وتكاليف ـ أن يوجد لهم من يبعّدهم عن المعصية ويقرّبهم إلى الطاعة ، فإيجاده للأنبياء عليهمالسلام محصّل