الخصوصيات ، وهو الذي يقود الناس نحو الكمال ، من هذا المنطلق كان تعيين الوصي فرضا على النبيّ ، لذلك نصّب الإمام عليا عليهالسلام بأمر من الله تعالى وصيّا على الأمة (١).
وهذا ما يطلق عليه بالمكمليّة أي أن الإمام عليهالسلام مكمّل للهدف الذي جاء من أجله النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومضافا إلى عنصر اللطف وأهميته في مسألة بعث الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام هناك عناصر أخرى مهمة تدخل في تركيبة الشخصية الرسالية للإمام هي كما يلي :
العنصر الأول : قيادة الأمة سياسيا واجتماعيا.
اتفق العقلاء على أن كل جماعة لا يقودها نظام اجتماعي يقف على رأسه قائد قادر ، مدبّر حكيم ، لا تكون قادرة على إدامة حياتها ، لهذا نجد العقلاء منذ القدم حتى الآن يختارون لأنفسهم زعيما وقائدا ، كي تنتظم أحوالهم ، وتستقر أوضاعهم ، وإلا انتشرت الفوضى ، وعمّ الفساد ، وكثر الهرج ، وسفكت الدماء نتيجة عدم وجود رئيس أو قائد يتولى الأمور ، من هنا يتعيّن إيجاد خليفة بعد وفاة النبيّ دفعا للمحاذير المتقدمة ، لكون الخليفة المعصوم أو القائد المعصوم هو الوحيد الذي يمكنه أن يحمي أصالة الدين ، ويحول دون أي اعوجاج وانحراف وفساد ، أمّا غير المعصوم فكغيره تؤثر عليه العوامل النفسية والخارجية ، وتتلاعب به الأهواء والشهوات ، ولا يسلم من هذا إلّا النادر ، وهذا النادر لا يمكنه أن يأخذ بيد المكلفين إلى واقع الدين ، لأن وظيفة الخليفة ليست منحصرة ببيان الأحكام التشريعية فحسب ، وإنما مهمته أوسع من ذلك بحيث تطال جميع مناحي الحياة والدين ، فبيان الحكم الشرعي هو أثر من آثار وظائفه المقرّرة من عنده تعالى.
فالإنسان العادي المعرّض للخطأ غير قادر على حمل الرسالة العظيمة التي حملها الأنبياء والمرسلون ، بدليل ما نراه بأم أعيننا من انحراف قادة العالم عن جادة
__________________
(١) لاحظ : الفوائد البهية ج ٢ / ٦١.