إماما أيضا نصا لقوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (١).
ولقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه» فالآية والحديث ظاهران في إمامته المطلقة عليه وآله التحية والسلام.
وبعبارة أخرى : أن لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثة مناصب إلهية :
النبوة ، والرسالة ، والإمامة المطلقة.
فأئمة آل البيت الاثني عشر عليهمالسلام كانوا أصحاب منصب الإمامة وحده من قبل الله تعالى دون النبوة والرسالة التشريعية.
ويشهد لهذا التفصيل ما جرى لإبراهيم خليل الرحمن ، حيث نال عهد الإمامة بعد أن كان نبيا مرسلا لقوله تعالى :
(وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (٢).
وإبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام ، بعد أن طوى مرحلة النبوة والرسالة ، واجتاز بنجاح كل ما امتحنه الله تعالى به ، ومنها ذبح ابنه اسماعيل الذي رزق به النبيّ إبراهيم بعد أن كان نبيا مرسلا ، فارتقى ابراهيم عليهالسلام إلى المرحلة الرفيعة ، مرحلة الإمامة الظاهرية والباطنية والمادية والمعنوية في قيادة الأمة.
وادّعى مشهور مفسري العامة ، بل كاد يكون إجماعا ، أن المراد بالإمامة في الآية هي النبوة ، وهو في غاية السقوط ، لأنه عزوجل إنما جعله إماما بعد ما كان نبيا ورسولا ، بشهادة أنه طلب هذا المقام لذريته ، وإنما صار ذا ذريّة بعد ما كبر وهرم ، قال تعالى حكاية عن إبراهيم الخليل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٦.
(٢) سورة البقرة : ١٢٤.