الوضوح حيث استدعى الأمر أن ينظم الشاعر حسان بن ثابت الذي عاصر النبيّ واصطحبه قصيدة تثبت ما فهمه المسلمون آنذاك من أن الآية نزلت بحقه عليهالسلام.
قال حسان :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي |
|
وكل بطيء في الهدى ومسارع |
أيذهب مدحي والمحبين ضائعا |
|
وما المدح في ذات الإله بضائع |
فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
بخاتمك الميمون يا خير سيّد |
|
ويا خير شارك ثم يا خير بايع |
فأنزل فيك الله ولاية |
|
وبيّنها في محكمات الشرائع (١) |
شبهات وردود
اعترض على الفهم الإسلامي العام للآية جماعة من المتعصبين النواصب وعلى رأسهم الفخر الرازي في التفسير الكبير ، ونحن هنا نسوق شبهاتهم ثم نردّها على نحورهم.
الشبهة الأولى :
صحيح أن الواو حالية ، لكنّ الركوع محمول على الخشوع والخضوع أي : يعملون ذلك حال الخشوع والإخبات والتواضع الله تعالى إذا صلوا وإذا زكوا (٢). فعلى هذا يكون معنى الآية : أنه ليس أولياؤكم اليهود والنصارى والمنافقين بل أولياؤكم الله ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم في جميع هذه الأحوال خاضعون لساحة الربوبية بالسمع والطاعة ، وأنهم يؤتون الزكاة وهم فقراء معسرون.
__________________
(١) الغدير ج ٣ / ١٥٦ وكشف الغمة ج ١ / ٤١٢ وفرائد السمطين ج ١ / ١٩٠ والبحار ج ٣٥ / ١٩٧ وشواهد التنزيل ج ١ / ١٨٢ والفصول المائة في حياة أبي الأئمة ج ٢ / ١٥٧ ومنهاج البراعة ج ٢ / ٣٥٠ وروح المعاني للآلوسي ج ٤ / ٢٤٤.
(٢) تفسير الرازي ج ١٢ / ٢٥ وتفسير الكاشف ج ١ / ٦٣٥ وروح المعاني ج ٤ / ٢٤٧.