هذا مضافا إلى أنه يلزم أن يكون من شرط إيمان المؤمنين أجمعين أن يقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، وهم راكعون كما يدل عليه وصفهم في الآية ، وهو معلوم بضرورة الدين بطلانه.
٤ ـ إن جعل المؤمنين في الآية على قسمين : ناصرين ومنصورين ، يلغي حكم الحصر في أداة «إنّما» حيث إن مقتضى الآية بحكم أداة الحصر هو اختصاص الولاية لهؤلاء الثلاثة ، وهو إنّما يتم لو جعل مراد الآية هو «الأولى بالتصرف» ، بخلاف ما لو أريد بها النصرة ، ضرورة عدم اختصاص النصرة بهم بل يعمهم وغيرهم ، من المؤمنين غير الموصوفين بالصفة المذكورة لحصولها منهم ومن غيرهم ، وحينئذ فلا يكون للحصر فائدة ، مع أن أداة الحصر تنفي غير من وصفتهم الآية بإيتاء الزكاة حال كونهم راكعين ، وهذا معنى قولنا : إن الولاية بمعنى النصرة عامة من حيث عدم اختصاصها بالمؤمنين المتصفين بإيتاء الزكاة في حال الركوع ، بينما الآية ـ موضوع البحث ـ تهدف إلى بيان حكم خاص بشخص واحد.
الشبهة الثالثة :
ذكر الرازي أن اللائق بالإمام عليّ عليهالسلام أن يكون مستغرق القلب بذكر الله حال ما يكون في الصلاة ، والظاهر أنّ من كان كذلك فإنه لا يتفرّغ لاستماع كلام الغير وفهمه (١) ، وأكّد هذا الإيراد أيضا شمس الدين الهروي الحنفي حيث قال : پإنكم (والخطاب للشيعة) تقولون أن علياعليهالسلام في حال صلاته في غاية ما يكون من الخشوع والخضوع واستغراق جميع حواسه وقواه وتوجهها شطر الحق ، حتى أنكم تبالغون وتقولون كان إذا أريد إخراج السهام والنصول من جسمه الواقعة فيه وقت الحرب ، تركوه إلى وقت صلاته فيخرجونها منه وهو لا يحس بذلك لاستغراق نفسه وتوجهها نحو الحق ، فكيف مع ذلك أحسّ بالسائل حتى أعطاه خاتمه في حال صلاته (٢).
__________________
(١) تفسير الرازي ج ١٢ / ٣٠.
(٢) الأحقاق : ج ٢ / ٤٤١.