وروي عن عائشة قالت : كنت أمدّ رجلي في قبلة النبيّ وهو يصلّي ، فإذا سجد غمزني ، فرفعتها ، فإذا قام مددتها (١).
وعن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله ... فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها (٢).
وعن ابن عبّاس قال : بتّ عند خالتي ، فقام النبيّ يصلّي من الليل فقمت أصلي معه ، فقمت عن يساره ، فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه (٣).
وعن أبي قتادة عن النبيّ قال : إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوّل فيها ، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمّه (٤).
وعن أبي هريرة أن رسول الله قال : هل ترون قبلتي هاهنا؟ والله ما يخفى عليّ ركوعكم ولا خشوعكم وإني لأراكم وراء ظهري (٥).
هذا وقد استدل أبو حنيفة على عدم جواز رد جواب السلام في الصلاة بأن رسول الله دخل مسجد بني عمرو بن عوف يصلي ودخل معه صهيب ، فدخل معه رجال من الأنصار يسلمون عليه ، فسألت صهيبا كيف كان يصنع إذا سلم عليه؟ قال : يشير بيده.
ولو كان استماع كلام الغير مطلقا منافيا للاستغراق كيف يستمع السلام ويشير بيده ويحمل طفل إمامة بنت زينب ، ويغمز رجل عائشة إلخ .. هذا مضافا إلى أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بقتل الأسودين في الصلاة : الحيّة والعقرب وكذا في حال الإحرام وغيره (٦).
__________________
(١) نفس المصدر ص ٣٦٧ ح ١٢٠٩ باب ما يجوز من العمل في الصلاة وحديث رقم ٥١٣.
(٢) صحيح البخاري ج ١ / ١٦٣ ح ٥١٦ باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة.
(٣) صحيح البخاري ج ١ / ٢١٣ ح ٦٩٩ و ٦٩٨ وح ٧٢٦ وح ٧٢٨.
(٤) نفس المصدر ح ٧٠٧ وح ٧٠٨ وح ٧٠٩ وح ٧١٠.
(٥) نفس المصدر ح ٧٤١ وح ٧٤٢.
(٦) صحيح مسلم ج ١٤ / ١٩٢ كتاب قتل الحيات وغيرها.