٣ ـ أنه عليهالسلام لما كان بكلّيته متوجها إلى الله تعالى ، مقبلا إليه معرضا عما سواه خالصا في العبادة ، نبهه الله سبحانه بالإلهام والإلقاء في الروع في هذه العطية الكريمة ، وذلك لعموم إفضاله جلّ شأنه على عباده فكيف بالمؤمن السائل في بيته أعني المسجد النبوي.
فلا غرو أن يلقي في قلب وليه إعانة المسكين المفتاق ، فالتصدّق طاعة في طاعة ، ومن الضروري التأكيد على أن الذوبان في التوجه إلى الله تعالى ليس معناه أن يفقد الإنسان الإحساس بنفسه ، ولا أن يكون بدون إرادة ، بل الإنسان بإرادته يصرف عن نفسه التفكير في أي شيء لا صلة له بالله تعالى.
الشبهة الرابعة :
أن دفع الخاتم في الصلاة للفقير عمل كثير ، واللائق بحال عليّ عليهالسلام أن لا يفعل ذلك(١).
جوابها :
١ ـ إننا لا نسلّم كون خلع الخاتم عملا كثيرا لأن الخاتم كان مرجا (٢) في خنصرهعليهالسلام ، فلم يتكلّف خلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته.
٢ ـ لا يفسد ـ عند فقهاء الإمامية ـ الصلاة إلّا العمل الكثير الماحي لصورة الصلاة ، ومن هنا خلع الخاتم غير ماح لصورتها بل هو أهون من قتل الحية والعقرب وهو في الصلاة ، وقد اتفق على ذلك كل فرق المسلمين.
الشبهة الخامسة :
وهذه الشبهة أيضا للرازي قال : إن المشهور أنه عليهالسلام كان فقيرا ولم يكن له مال تجب الزكاة فيه ..» (٣).
__________________
(١) تفسير الرازي ج ١٢ / ٣١.
(٢) المرج : سهل الخلع.
(٣) تفسير الرازي ج ١٢ / ٣١.