وقد ذكر المفسرون أن الآية نزلت بنعيم بن مسعود في واقعة أحد ، فعبرت عن الواحد بالجمع.
وكذا قوله تعالى في نفس السورة آية ٥٢ (... يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) فنزلت في عبد الله بن أبي ، فهو القائل (يقولون ..) وكذا غيرها (١) من الآيات التي جاءت بصيغة الجمع بينما موارد نزولها هو شخص واحد.
الشبهة التاسعة :
قال الناصبيّ (٢) : إنّا قد بيّنا بالبرهان البيّن أن الآية المتقدمة وهي قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) (٣) من أقوى الدلائل على صحة إمامة أبي بكر ، فلو دلت هذه الآية على صحة إمامة عليّ لزم التناقض بين الآيتين ، وذلك باطل ، فوجب القطع بأنّ هذه الآية لا دلالة فيها على أن عليّا هو الإمام بعد الرسول (٤).
يرد عليه :
١ ـ ما ذكره الناصبيّ تضحك منه الثكلى لأن ما ادعاه خلاف ما اتفقت عليه الأمة ، أما الخاصة فلأنهم اتفقوا على أن الآية ٥٤ من سورة المائدة إنما هي إشارة إلى ظهور دولة الإمام المهدي عليهالسلام وعجّل الله تعالى فرجه الشريف المتمثلة بشخصه المبارك المقدّس ، وعليه قد دلت الأخبار المتضافرة من طرقنا وطرق العامة كما رواها في غاية المرام ، كما أن المراد بالمرتدين هم الناكثون والقاسطون والمارقون ، وبقوم يحبهم ويحبونه هم أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه كما في أخبار أخر.
وأما العامة فلاتفاقهم على أن خلافة أبي بكر كانت مستندة إلى البيعة لا إلى
__________________
(١) سورة الممتحنة : ١ والمنافقون : ٨ والبقرة : ٢١٥ و ٢٧٤.
(٢) أي فخر الدين الرازي في تفسيره.
(٣) سورة المائدة : ٥٤.
(٤) تفسير الرازي ج ١٢ / ٢٨.