الشبهة الحادية عشرة :
قال الناصبيّ : هب أن الآية دالة على إمامة عليّ لكنّا توافقنا على أنها عند نزولها ما دلت على حصول الإمامة في الحال ، لأن عليا ما كان نافذ التصرف في الأمة حال حياة الرسول ، فلم يبق إلا أن تحمل الآية على أنها تدل على أن عليا سيصير إماما بعد ذلك ، ومتى قالوا ذلك فنحن نقول بموجبه ونحمله على إمامته بعد أبي بكر وعمر وعثمان ، إذ ليس في الآية ما يدل على تعيين الوقت (١).
والجواب :
١ ـ إن ولاية الله تعالى تعني الأولى بالتصرف فعلا لا قوة ، وهذه الولاية الفعلية أعطاها سبحانه وتعالى لرسوله ولوليّه عليّ بن أبي طالب فولاية أمير المؤمنين عليهالسلام كانت نافذة وفعلية في عهد رسول الله ويشهد له قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم : «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ..» (٢). لقد أشاد الرسول بولاية الإمام عليّ الفعلية في حياته وبعد مماته ، فهذا المعنى كان حاصلا له حال النزول ، لكنه لم يستعملها بشكل مطلق تماما كرسول الله لم يستعمل ولايته التامة على الأمة ، فعدم استعماله صلىاللهعليهوآلهوسلم لولايته التامة ليس معناه عدم امتلاكه لها ، وكذا الإمام عليّ عليهالسلام فما هو لرسول الله هو له عليهالسلام ، فعدم الاستعمال ليس ملازما لعدم الولاية الفعلية.
٢ ـ لو سلّمنا أن الآية مفيدة لكونه وليا في المستقبل نظرا إلى كون الوليّ بمعنى المتصرف ، إلّا أنّا نمنع كون إمامته عليهالسلام بعد أبي بكر وعمر وعثمان إذ الآية كما هي مثبتة لإمامتهعليهالسلام كذلك نافية للإمامة عن غيره ، وعليه فلا يبقى للثلاثة خلافة حتى يتأخر أمير المؤمنين عليعليهالسلام عنهم أو يتقدم عليهم وهو ظاهر.
__________________
(١) تفسير الرازي ج ١٢ / ٢٩.
(٢) ويشهد له قوله تعالى : (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) في آية المباهلة حيث جعل الله سبحانه الإمام عليا نفس رسول الله ، فما ثبت للرسول الأعظم هو بعينه ثابت لأمير المؤمنين علي (ع).