ولا بأس هنا بالتطرق إلى ذكر بعض الأخبار من مصادر القوم للإشارة إلى ما قلناه ، فمنها :
١ ـ ما رواه الواحدي في أسباب النزول بأسانيد متعددة عن عمّار بن محمد الثوري قال : أخبرنا سفيان عن أبي الحجاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ..) قال : نزلت في خمسة : في النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام (١)
٢ ـ وعن عطاء بن أبي رباح قال : حدثني من سمع أم سليم تذكر : أن النبيّ كان في بيتها ، فأتته فاطمة رضي الله عنها ببرمة (٢) فيها خزيرة (٣) ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي لي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء عليّ والحسن والحسين ، فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له (٤) وكان تحته كساء خيبري قالت : وأنا في الحجرة أصلي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ ...) قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي البيت وقلت : أنا معكم يا رسول الله ، قال : إنك إلى خير ، إنك إلى خير» وكررها مرتين (٥).
٣ ـ ما أورده الحاكم الحسكاني بطرق كثيرة جدا عن :
أ ـ العوام بن حوشب قال : حدثني ابن عم لي من بني الحارث بن تيم الله يقال له مجمع قال : دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي ، قالت : أرأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت : إنه كان قدرا من الله ، فسألتها عن عليّ فقالت :
__________________
(١) أسباب النزول ص ٢٩٥.
(٢) البرمة : قدر يطبخ فيه.
(٣) الخزيرة : لحم يقطّع صغارا ويصبّ عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق.
(٤) المنامة : فراش ينام عليه.
(٥) أسباب النزول ص ٢٩٥.