مع دفعه لما هو المرتكز في عقول المسلمين لإشارة إلى بغضه وحقده على آل البيت عليهمالسلام.
الوجه الثاني :
وجود بعض النصوص الدالة بظاهرها على شمولية مفهوم أهل البيت لغير الإمام عليّ والصدّيقة الطاهرة وولديهما الإمامين الحسن والحسين عليهمالسلام ، أمثال ما روي عن واثلة بن الأسقع قال : أتيت منزل عليّ بن أبي طالب أريده ، فقالت فاطمة : ذهب يأتي رسول الله ، فأقبل النبيّ فدخلا البيت ودخلت معهم ، فجلس النبيّ على الفراش ، وجلس عليّ عن يمينه وفاطمة عن يساره والحسن والحسين بين يديه ، ثم أخذ ثوبا فبسط عليهم ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي ، اللهم هؤلاء أهلي ، قال واثلة : قلت يا رسول الله أنا من أهلك؟
قال : وأنت من أهلي ، قال : فإنه لمن أرجا ما ارتجي (١).
وفي خبر كلثوم بن زياد عن أبي عمّار عن واثلة بن الأسقع نفس ألفاظ الخبر المتقدم لكن بزيادة : «فو الله إنها لأوثق علمي عندي» (٢).
هذه النصوص وأمثالها (٣) كافية للتدليل على شمول آية التطهير لغير أهل البيت ، فانحصار مفهوم أهل البيت بأهل الكساء الخمسة مخالف لهذه الاطلاقات الروائية.
ويرد على هذا الوجه :
أولا : أن الأخبار المذكورة في ذلك لا يصل مجموعها إلى عشر روايات ،
__________________
(١) شواهد التنزيل ج ٢ / ٤٥ ح ٦٩١ وح ٦٨٦.
(٢) نفس المصدر ج ٢ / ٤٦ ح ٦٩٣.
(٣) كرواية عبد الله بن وهب ورواية عطاء بن يسار أن النبي قال لأم سلمة حين سألته هل هي من أهل البيت؟ فأجابها : بلى إن شاء الله. لاحظ شواهد التنزيل ج ٢ / ٦١ ـ ٦٢ ح ٧١٨ و ٧١٩.