إلى خير (١) ، وفي بعضها أن النبيّ قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذهب عنهم الرجس ، فقالت أم سلمة : وأنا معهم؟ فقال : أنت زوج النبيّ وأنت على خير (٢).
وبالجملة : لا ريب بأن الآية الكريمة مختصة بالخمسة الأطهار ولا تشمل الأزواج ، كما لا تشمل بقية أقارب النبيّ لاختصاص أخبار النزول بالخمسة الأطهار ، ولكون غيرهم غير مطهرين من الرجس.
ولا يعارض تلك الأخبار ما رواه ابن حجر (٣) «من أن المراد من أهل البيت في الآية جميع بني هاشم ويؤيده الحديث الحسن أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم اشتمل على العباس وبنيه بملاءة ثم قال : يا رب هذا عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه فأمّنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقال آمين وهي ثلاثا».
وذلك لأن هذا الحديث لا يدل على نزول الآية بالعباس وبنيه وإنما تدل على صدق أهل البيت عليهم فقط ، على أنه ضعيف السند واضح الكذب ، ظاهر التصنع رعاية لملوك العباسيين وإلا فما هذا الاهتمام بالعباس وبنيه حتى تؤمّن أسكفة الباب وحيطان البيت ثلاثا مع النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبهذا يندفع أيضا ما رواه ابن حجر (٤) من أن النبيّ ضم إلى هؤلاء الأربعة بقية بناته وأقاربه وأزواجه ، وأثر الوضع على هذه الرواية ظاهر ، فإنّا لم نعهد وجود كساء يسع مقدار بني هاشم وأزواج النبي الذين يبلغ عددهم في ذلك الوقت تقريبا مائة نفس صغيرا وكبيرا ، ولو وجد فما حاجة النبي إلى اقتناء مثله ، ولو كان مع الخمسة الأطهار غيرهم لاشتهر وذاع وافتخر به مفتخرهم لأنه مما يتنافس به المتنافسون ، أترى أن حفصة تترك ذكره ،
__________________
(١) شواهد التنزيل ج ٢ / ٦٤ ح ٧٢٤.
(٢) شواهد التنزيل ج ٢ / ٧١ ح ٧٣٧.
(٣) الصواعق المحرقة ص ١٤٤ الفصل الأول : الآيات النازلة في أهل البيت.
(٤) الصواعق المحرقة ص ١٤٤.