وعائشة ترويه للخمسة وتدع نفسها ، وهل يغفل حسّاد أمير المؤمنين عليهالسلام عنه ، هذا كله مع الإعراض عمّا في سند الحديث ومعارضته بتلك الأخبار المتواترة (١).
خامسا : إن رواية واثلة بن الأسقع المتقدمة ـ التي نسبته إلى أهل البيت ـ فهي بالإضافة إلى ضعف سندها معارضة برواية أخرى (٢) عن واثلة نفسه الدالة على خروجه من مفهوم أهل البيت النبوي وهي أشهر وأصح مع اعتضادها بالأخبار المتواترة.
الوجه الثالث :
وحدة سياق الآيات المتقدمة والمتأخرة عن آية التطهير ، وهي أهم ما ذكر للاستدلال على شمول آية التطهير لنساء النبيّ ، فالآيات بدأت بخطاب الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمره بتخيير أزواجه بين الدنيا والآخرة (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) (٣).
ثم يتحوّل الخطاب إلى أزواجه صلىاللهعليهوآلهوسلم في وعظهنّ وإرشادهن وبيان اختلافهن عن جميع نساء الأمة وأن الحسنة مضاعفة لهنّ كالسيئة ، وفي ضمن ذلك تأتي آية التطهير كواحدة من الآيات الشارحة لمكانة أمهات المؤمنين.
ودلالة وحدة السياق ـ بنظر العامة ـ كافية لتعيين المراد من أهل البيت في الآية ، وشمولها لنساء النبي على أقل تقدير.
يورد عليه :
١ ـ أن دعوى وحدة السياق لو تمت لما كانت أكثر من كونها اجتهادا في مقابل النص ، فالنصوص التي فسرت أهل البيت بالعترة الطاهرة تفوق حد التواتر بمرات ، كافية لرفع اليد عن كل اجتهاد جاء على خلافها ، على أن وحدة السياق في
__________________
(١) دلائل الصدق ج ٢ / ٧٣.
(٢) شواهد التنزيل ج ٢ / ٤٢ ح ٦٨٩.
(٣) سورة الأحزاب : ٢٨.