نفسها غير تامة ، لأن من شرائط التمسك بوحدة السياق أن يعلم وحدة الكلام ليكون بعضه قرينة على المراد من البعض الآخر ، ومع احتمال التعدد في الكلام لا مجال للتمسك بها بحال.
وآيات الكتاب العزيز أيضا كذلك ، لا يصح التمسك بها بوحدة السياق ليكون بعضها قرينة على المراد من البعض الآخر ، إلّا بعد إثبات نزولها دفعة واحدة ، وفي مناسبة واحدة.
ومن الواضح أن نظم الآيات في القرآن الكريم لم يكن على أساس من التسلسل الزمني ، فربّ آية مدنية وضعت بين آيات مكية ، وبالعكس ، فضلا عن إثبات أن الآيات المتسلسلة كان نزولها دفعة واحدة.
وعلى هذا الأساس فوقوع آية التطهير ضمن ما نزل في نساء النبي ، لا يدل على نزولها مع تلك الآيات ، ليتمسّك بوحدة السياق في تعيين المراد منها ، ومن العسير جدا إثبات وحدة النزول لهذه الآيات الكريمة ، ومن ضمنها آية التطهير ، بل النصوص المتقدمة المتواترة مضمونا ، لتعدد رواتها في جميع الطبقات ، كافية لنفي هذا الاحتمال ، وهي صريحة بنزولها ـ أي آية التطهير ـ مستقلة عن ما سبقها ولحقها من الآيات.
٢ ـ إن تذكير الضمائر الواردة في الآيات المرتبطة بالنساء مؤنثة ، سواء منها ما جاء قبل آية التطهير كقوله تعالى : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ ... وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ ... يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ ... إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ ... وَقُلْنَ ... وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ ... وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ) ثم تأتي آية التطهير بالضمائر المذكرة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وتأتي بعدها الآية المباركة (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً).
هذا مضافا إلى اختلاف لحن الخطاب فيها عن المقطع المرتبط ب (أهل البيت) فإن المقاطع الأولى تصرح بأن بلوغ نساء النبيّ لمرتبة الأجر المضاعف أو