وأما النقطة الثانية :
والبحث فيها ضمن المفردات التالية :
١ ـ الإرادة.
٢ ـ الرجس.
٣ ـ أهل البيت.
٤ ـ التطهير.
أما المفردة الأولى:
وقبل توضيح تقسيمات الإرادة نقول في بيان تعريفها :
إن الإرادة اصطلاحا صفة نفسانية في نفس الداعي ، وهي من مقولة الكيف النفساني القائمة بالأنفس.
وبعبارة : هي الشوق النفساني. وهذا المعنى للإرادة يستحيل في حقه تعالى لأنه يتنزه عن الكيفيات النفسانية وعن العوارض الجسمانية لأنه كما قلنا هي من الكيفيات القائمة بالنفس والعارضة عليها مما يستلزم قيام عرض في عرض ، وعليه فالإرادة حالة في نفس تعرض عليها ، وهذا المعنى للإرادة مستحيل في حقه تعالى ، لاستلزامه الحدوث للذات الإلهية المقدّسة مما يعني الفقر والحاجة إلى غيره وهو خلف كونه غنيا مطلقا وبسيطا لا يطرأ عليه الحدوث والتركيب ، هذا مضافا إلى أنه تعالى مريد أي عالم بما في الفعل من المصلحة الداعية إلى الإيجاد.
فإرادة الله تعالى في إيجاد الممكنات هي الداعي ، ومرادنا بالداعي هو العلم بالأصلح ، خلافا للأشاعرة حيث ذهبوا إلى أنها مغايرة للعلم والقدرة وسائر الصفات. والإرادة ليست أمرا آخر سوى الداعي ، ولو كانت كذلك للزم التسلسل أو تعدد القدماء.
فإن هذا الأمر إن كان قديما لزم تعدد القدماء ، وإن كان حادثا احتاج إلى تخصيص وجوده إلى أمر آخر فيلزم منه التسلسل الباطل بالضرورة ، وعليه فإن