«الرّجس الشيء القذر على ما ذكره الراغب في مفرداته ، فالرجاسة بالفتح كالنجاسة ، والقذارة هو الوصف الذي يبتعد ويتنزّه عن الشيء بسببه لتنفر الطبع عنه» (١).
وعليه فيكون الرّجس على قسمين : مادي ومعنوي كما نصصنا عليك أقوال بعض اللغويين ، وقد استعمل القرآن العظيم «الرجس» بكلا معنييه حيث قسّمه إلى :
رجس معنوي : كما هو الحال في الكافر وعابد الوثن ، فالنجاسة الموجودة في الكافر نجاسة باطنية ، وبمجرد أن يعلن إسلامه يطهر باطنه ، وكذلك الأثر السيئ في نفس الإنسان فإنه رجس باطني لأنه من عمل الشيطان ويعبّر عنه بالرجس الباطني ، قال تعالى :
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ) (٢).
(كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (٣).
(قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ) (٤).
ورجس مادي : كما هو الحال في الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير ، قال تعالى :
(إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) (٥).
(إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) (٦).
__________________
(١) نفس المصدر ج ٦ / ١٢٠.
(٢) سورة التوبة : ١٢٥.
(٣) سورة الأنعام : ١٢٥.
(٤) سورة الأعراف : ٧١.
(٥) سورة المائدة : ٩٠.
(٦) سورة الأنعام : ١٤٥.