وأما جلوسه : فقالت عائشة : قلت يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فإذا خرجت دخلت على أثرك ، فما أرى شيئا إلّا أني أجد رائحة المسك ، فقال : «إنّا معاشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح الجنّة ، فما يخرج منه شيء إلا ابتلعته الأرض».
وأما فخذه : كان كل دابة ركبها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقيت على سنّها لا تهرم قط.
وأما مشيه : كان إذا مشى على الأرض السهلة لا يبين لقدميه أثر ، وإذا مشى على الصلبة بان أثرها (١).
هذا مضافا إلى المميزات الأخرى التي يتصف بها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كأن تنام عينه ولا ينام قلبه ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، مع أن هذه الأمور خلاف الطبيعة البشرية ، فاتصاف النبيّ والعترة بها لا يخرجهم عن الطبيعة البشرية لكونها مميزات إعجازية أصبغها المولى عزوجل على من فنى في العبودية واستغرق في الصفات الربوبية.
وبالجملة :
فالرّجس كما يطلق على القذارة المعنوية فإنه يصدق أيضا ويصح إطلاقه على القذارة المادية ، من هنا عرّفه اللغويون بهذين الأمرين ، كما أن الرّجس هو نفسه النجس كما تقدم.
قال الراغب الأصفهاني :
«النجاسة : القذارة وذلك ضربان :
ضرب يدرك بالحاسّة ، وضرب يدرك بالبصيرة» (٢).
وقال ابن منظور :
__________________
(١) مناقب ابن شهرآشوب ج ١ / ١٢٣ باختصار وتصرف.
(٢) مفردات ألفاظ القرآن ص ٤٨٣.