المفردة الرابعة : التطهير.
ذكر اللغويون عدة اشتقاقات لكلمة «طهر» يجمعها معنيان هما القاسم المشترك :
١ ـ الطهارة المادية.
٢ ـ الطهارة الروحية.
فبعد إذهاب الرّجس بكل أقسامه عن أهل البيت عليهمالسلام أكده بالفعل «يطهّركم» والمصدر «تطهيرا». والعلة في تأكيده التطهير تكمن في رفع ما عسى أن يتوهم أحد من أن «طهّر ـ يطهّر» الذي هو فعل قد يكون رافعا للنجاسة الخبثية الظاهرية دون الحدثية ، أو قد يزيل صورة الخبثية دون حقيقتها أو حكمها دون لونها أو جرمها ، ولونها دون رائحتها ، وكذلك الحدثيّة ، أو قد تكون الطهارة مبيحة غير رافعة للحدث ، أو قد تكون رافعة للحدث غير كاملة كما لو توضأ ولم يقرأ الأدعية المخصوصة ، فقد ورد أنه لا يطهر منه إلا الأعضاء المغسولة ، وقد تكون كاملة وغير مزيلة لبعض الأوساخ غير المانعة ، فإذا قال : «طهّر تطهيرا» أو أكده بالمصدر أفاد حصول التطهير على أكمل وجه وأصحه في كل ما ينبغي ، فلما قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) بتقديم الإرادة الدالة على كمال الاعتناء ، ولم يكتف بمعناها الذي يدل عليه «يذهب ويطهّر» دل ذلك على التطهير من كل ما يحتمل ويفرض من حدث أو خبث أو دنس أو وسخ أو نقص أو ما لا ينبغي أو غير كمال أو غير كامل ظاهرا وباطنا مما يكون عن قصد أو نسيان أو غفلة أو سهو أو تقصير أو قصور أو عدم رضا أو جهل أو تردد أو شك أو كفر أو التفات لغيره عزوجل. وفي هذه الآية نهاية الغاية في الطهارة والتطهير وكمال النهاية.
وبفقرة «يطهّركم تطهيرا» نستدل أيضا على الطهارة المادية للمعصومين عليهمالسلام ، لأن الإرادة الإلهية بإذهاب الرجس عن العترة وزيادة التطهير لهم تعني أن كل شيء فيهم ومنهم ولهم طاهر مطهّر لا دنس فيه أبدا تماما كأهل