موجودا بالفعل كدعاء الإنسان لغيره بإذهاب المرض عنه وليس عنده أي مرض ، ولكن كانت بعض المعدات للمرض موجودة.
قال الشيخ المفيد (رحمة الله عليه) في ذلك :
«وإنّما يفيد إيقاع الفعل الذي يذهب الرّجس ، وهو العصمة في الدين والتوفيق للطاعة التي يقرّب بها العبد رب العالمين ، وليس يقتضي إذهاب الرجس وجوده من قبل ، والإذهاب عبارة عن الصرف ، وقد يصرف عن الإنسان ما لم يعتره كما يصرف عنه ما اعتراه ألا ترى أنه يقال في الدعاء «صرف الله عنك السوء» فيقصد إلى المسألة الله عصمته من السوء ، دون أن يراد بذلك الخبر من سوء به ، والمسألة في صرفه عنه ، وإذا كان الإذهاب والصرف بمعنى واحد ، بطل ما توهّمه السائل منه ، وثبت أنه قد يذهب بالرّجس عمّن لم يعتره قطّ الرجس على معنى العصمة له منه ، والتوفيق لما يبعده من حصوله به فكان تقدير الآية حينئذ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ..) الذي قد اعترى سواكم بعصمتكم ، ويطهّركم أهل البيت من تعلقه بكم على ما بيّناه(١).
التساؤل الثالث :
ما فائدة البحث في طهارة متعلقات المعصوم المادية ، أليس فيه إثارة التشويش على الساحتين العامة والخاصة ، وما الثمرة العملية لو قلنا بالطهارة المادية؟
وجوابه :
إذا كان البحث في هذه المسألة يوجب اضطرابا وتشويشا وبالتالي يجب رفضه ، فإنّ كثيرا من المسائل الفقهية والعقيدية وغيرهما يحرم البحث فيها حينئذ لكونها توجب تشويشا بين العامة والخاصة بل بين العامة أنفسهم وكذا الخاصة ، مع أن الفقهاء عامة بحثوا في أمور أخطر من مسألة طهارة المتعلقات المادية للمعصوم
__________________
(١) المسائل العكبرية للشيخ المفيد ، المسألة الأولى ، نقلا عن كتاب آية التطهير.