قال ابن عبّاس : وجبت والله في أعناق القوم ، فقال حسان : ائذن لي يا رسول الله أن أقول في الإمام عليّ أبياتا تسمعهن؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : قل على بركة الله ، فقام حسان بن ثابت فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم |
|
بخم فاسمع بالرسول مناديا |
فقال فمن مولاكم ونبيكم |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا |
إلهك مولانا وأنت نبينا |
|
ولم تلق منا في الولاية عاصيا |
فقال له قم يا علي فإنني |
|
رضيتك من بعدي إماما هاديا |
فمن كنت مولاه فهذا وليه |
|
فكونوا له أتباع صدق مواليا |
هناك دعى اللهم وال وليّه |
|
وكن للذي عادى عليّا معاديا |
فلما سمع النبيّ أبياته قال : لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.
هذا هو حديث الغدير الذي أصفقت عليه الأمة الإسلامية بأسرها إلا من انحرفت سليقته واعوجت فطرته.
وهذا الحديث المبارك بلغ في التواتر درجة لم يبلغها حديث غيره ، مما زاد من اهتمام المسلمين به نظما ونثرا (١).
وهناك بعض الأشاعرة ممن شكّكوا في نزول الآية بأمير المؤمنين عليهالسلام كالرازي في تفسيره ، حيث ذكر وجوها عشرة في نزول الآية ، ومن جملة الوجوه : أنها في حق الإمام علي عليهالسلام ، ثم اختار وجها مغايرا فقال :
«العاشر : نزلت في فضل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن
__________________
(١) راجع الغدير في الكتاب والسنة للعلّامة الأميني ج ١ / ٩ وج ٢ / ٣٩.