وآله السلام وإعلام غيره ما لهذا الحكم من الأهمية وأن الرسول معذور في تبليغه (١).
وبعبارة أخرى : إن خوفه صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما كان من أجل علمه بأنهم سيطعنون في مقالته بأنه حابى ابن عمه ، والطعن سبب لإنكار الولاية ، والإنكار سبب للخروج عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم والمروق من الدين ، وقد طمأنه الله سبحانه من كل ذلك ، فصدع بما أمر به صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وما أفاده العلّامة الطباطبائي «من أنّ خوف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أن يتهموه بما يفسد به الدعوة فسادا لا تنجح معه أبدا كان اجتهادا جائزا مأذونا فيه» (٢) ليس صحيحا لما فيه من نسبة الجهل بمقام تشخيص الموضوع المترتب عليه حكم كلي ، أو من جهة الجهل في مجال إبداء الرأي ، وقد قامت الأدلة القطعية على بطلانه ولا سيّما آية التطهير.
الإشكال الثاني :
إن آية البلاغ نزلت في أول البعثة حسبما نقل العلّامة الطباطبائي (٣) نقلا عن بعض المفسرين ، وعليه فلا دلالة في الآية على ما ادعاه المسلمون الشيعة من أنها نزلت في شأن إمامة أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام.
والجواب :
١ ـ إن القول بكونها ـ أي آية البلاغ ـ نزلت أول البعثة قول شاذ لا يعوّل عليه في مقابل الرأي المجمع عليه بين الفريقين لا سيّما عند المحققين منهم من كونها نزلت بعد الهجرة ، وبالضبط في السنة العاشرة منها في حجة الوداع.
٢ ـ على القول بنزولها أو البعثة لا معنى حينئذ لقوله تعالى (وَاللهُ يَعْصِمُكَ
__________________
(١) تفسير الميزان ج ٦ / ٤٩ بتصرف بسيط.
(٢) تفسير الميزان ج ٦ / ٤٤.
(٣) تفسير الميزان ج ٦ / ٤٤.