وهنا تساؤل :
لما ذا هرع إلى زيارة مولانا الإمام الرضا عليهالسلام عند ما علم أن أخاه تكش خرج عليه طالبا للسلطة ، مع أنه بإمكانه أن يهرع بالدعاء إلى أحد قباب علماء العامة ليدعو الله تعالى عندها لينجيه من أخيه.
ويمكننا أن نجيب ببساطة أن فعلهما المزبور ليس إلّا علامة حبّ وتقدير للأئمة عليهمالسلام ، وهما فرع المعرفة والاعتقاد بإمامتهم عليهمالسلام.
إذن ، لو لم يعتقدا بإمامة الأئمة عليهمالسلام لم يكن هناك مسوّغ لزيارتهم والدعاء عندهم ، وليس هناك ما يدلّ على حقيقة أو سبب تشيّعهما سوى ما جرى بالمحاورة في بغداد المنقولة بواسطة مقاتل بن عطية على أقل التقادير ، فيشكّل هذا قرينة على صحّة وقوع المحاورة والله أعلم.
وأما الإيرادات التي شكّلت قرائن على كون المحاورة افتراضية فهي التالي :
الإيراد الأول : الأسلوب التعبيري ؛ بمعنى أنّ كثيرا من موارد الكتاب قد استعملت فيها تعابير لم تكن متداولة في تلك الفترة الزمنية ، منها كلمة : مؤتمر التي وردت في ستة مواضع من الكتاب ، فهذا يشكّل قرينة على أن المحاورة افتراضية.
يجاب عنه :
١ ـ إن كلمة «مؤتمر» المضافة إلى الكتاب ليست من صنع مقاتل بن عطيّة ، والدليل عليه أنّ ابن عطية ذكر في آخر الكتاب أنه كان حاضرا في المجلس والمحاورة ، فقد استعمل كلمة «مجلس ومحاورة» ، كما أنّه ذكر في البيت الثالث من شعره أن نظام الملك :
اختار مذهب حقّ في محاورة |
|
تبدي الحقيقة في برهان منكشف |