وأمرتنا أن نشهد أنك رسول الله فقبلنا ، وأمرتنا بالصلاة والزكاة والصوم والحج فقبلنا ، ثم لم ترض حتى أخذت بعضد ابن عمك وفضّلته علينا ، فقلت : من كنت مولاه ، فعليّ مولاه فهذا شيء منك أم من الله؟
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : والذي لا إله إلا هو ، إنّ هذا لمن الله عزوجل» فولّى الفهري إلى راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقوله محمّد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عزوجل بحجر سقط على رأسه فخرج من دبره فقتله فأنزل الله عزوجل هذه الآية : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) وقد روى علماء العامة القصة بتفاصيلها (١).
شبهة وحل :
مفاد الشبهة : أن الآية أجنبية عن خلافة عليّ بن أبي طالب ، وأن الشيعة تجعل القرآن كتابا حزبيا لهم ، فيجعلون آية التبليغ خاصة بالولاية ، مع أنها عامة آمرة بتبليغ كل الدين (٢).
والجواب :
١ ـ ذكرنا سابقا أن جمهور العامة وافق الإمامية على نزول الآية في غدير خم بحق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه أفضل التحية والسلام ، فدعوى أنها أجنبية عن خلافته عليهالسلام مصادرة على المطلوب وهي باطلة لوجود القرائن المقالية والمقامية الدالة على خلاف ما ذكر صاحب الشبهة.
٢ ـ لو كانت آية التبليغ أجنبية عن مسألة الخلافة ، لكانت آية الشورى أجنبية عنها بطريق أولى ، لأنها ليست في مقام تشريع الخلافة بإجماع المسلمين ، بل آية
__________________
(١) تذكرة الخواص لابن الجوزي الحنفي ص ٣٧ والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ٤١ والسيرة الحلبية ج ٣ / ٣٠٢ وفرائد السمطين للشافعي ج ١ / ٨٢ وتفسير القرطبي في تفسير الآية وتفسير غريب القرآن للحافظ الهروي في تفسير الآية في سورة المعارج.
(٢) «مسألة الإمامة» ص ٢٦٤ محسن عبد الناظر.