والتكنولوجيا ، فكيف بتلك العصور القاحلة؟!
الإيراد الرابع : الاستغراب من الملك شاه كيف كان محبّا للعلم وفي نفس الوقت جهله بوجود طائفة شيعيّة ، بالإضافة إلى استغرابه من ألب أرسلان كيف لم يؤدّب ابنه ملكشاه للمنصب الذي سيتصدّى له ولما ذا لم يحشد له من العلماء والمتخصّصين لتعليمه؟
ويجاب عنه :
كيف يعقل أن يخصّص ألب أرسلان لولده ملكشاه كل ما ذكر مع أنّ الأمراء والحكام جلّ اهتمامهم بتدبير سلطانهم واللهو مع جواريهم ونسائهم ، من هنا نرى أغلب السلاطين لا سيّما في تلك العصور كانوا يستعينون بأصحاب الرأي والمشورة عند إقدامهم على الأمور الخطيرة. وقد حدّثنا التاريخ كيف أنّ أبا بكر وعمر بن الخطاب وهما من أكابر أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كانا يستعينان بمولى الثقلين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وكانت تخفى عليهما أبسط الأمور لا حاجة لنا لذكرها هنا ، بل صاحب الإيراد يعلم ذلك وبالتفاصيل.
هذا مضافا إلى أنّ ملكشاه كان يستعين بنظام الملك ، وكان جلّ اهتمامه بالصّيد ، مع التأكيد على أن ألب أرسلان لم يكن بذاك المستوى الإيماني الذي يؤهّله لأن يخصّص لابنه من يؤدّبه.
الإيراد الخامس : إن ملكشاه كان طائشا في حين أنّ الكتاب المذكور يصفه بالحنكة والعقل. فمن طيشه أنه أعطى قرارا بقتل الشيعة كلّهم لكنّ نظام الملك ردّه عن ذلك.
يجاب عنه :
إن صدور الرعونة والطّيش لا يفلت منه أحد من كبار العلماء والحكماء سوى من سدّده الله تعالى ، فكيف بمن قضى حياته في الحرام إلى أن وفّقه الله