القرينة الثامنة :
الأمر بإبلاغ الغائبين ، وقد أمر صلىاللهعليهوآلهوسلم في آخر خطبته بأن يبلّغ الشاهد الغائب ، فما معنى هذا التأكيد ، إذا لم يكن هناك مهمة لم تتح الفرص لتبليغها على نطاق واسع ، ولا عرفته جماهير المسلمين ، وما هي إلّا الإمامة.
القرينة التاسعة :
دلالة أقوال الشعراء والبلغاء من أهل اللغة والأدب على أن المراد من المولى هو الأولى بالتصرف أي الإمامة والخلافة ، فها ذاك حسّان بن ثابت (١) استأذن الرسول عليه وآله السلام في يوم الغدير أن يقول شعرا في ذلك المقام ، فأذن له ، فأنشأ يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيهم |
|
بخم واسمع بالرسول مناديا |
فقال : ومن مولاكم ووليكم |
|
فقالوا ، ولم يبدوا هناك التعاديا |
إلهك مولانا وأنت نبينا |
|
فلن تجدن (٢) منا لك اليوم عاصيا |
فقال له : قم يا عليّ فإنني |
|
رضيتك من بعدي إماما هاديا |
فمن كنت مولاه فهذا وليّه |
|
فكونوا له أنصار صدق مواليا |
هناك دعا اللهم وال وليّه |
|
وكن للذي عادى عليّا معاديا |
فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك» (٣).
فلو لا أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد بالمولى الإمامة لما أثنى على حسان بإخباره ذلك
__________________
(١) أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري من الشعراء المخضرمين ، عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة ، ومات في زمن معاوية بن أبي سفيان وعمي في آخر عمره ولم يثبت على ولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
(٢) في نسخة «ولم تلق».
(٣) مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي ص ٨١ ومقتل الإمام الحسين للخوارزمي ص ٤٧ وفرائد السمطين ج ١ / ٦١ وتذكرة الخواص ص ٣٣ وكفاية الطالب ص ١٧ والغدير ج ٢ / ٣٥.