حملها عليها أجمع إذا لم يدلّ دليل على التخصيص.
(١٤) قال الشيخ العجيلي الشافعي في ـ ذخيرة المآل شرح عقد جواهر اللآل في فضائل الآل ـ بعد ذكر حديث الغدير وقصّة الحارث بن نعمان الفهري : وهو من أقوى الأدلّة على أن عليّا رضي الله عنه أولى بالإمامة والخلافة والصداقة والنصرة والاتّباع باعتبار الأحوال والأوقات والخصوص والعموم ، وليس في هذا مناقضة لما سبق وما سيأتي إنشاء الله تعالى من أن عليّا رضي الله عنه تكلّم فيه بعض من كان معه في اليمن فلمّا قضى حجّه خطب بهذا تنبيها على قدره وردّا على من تكلّم فيه كبريدة فإنّه كان يبغضه ولما خرج إلى اليمن رأى جفوة فقصّه للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فجعل يتغيّر وجهه ويقول : يا بريدة؟ ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعليّ مولاه. لا تقع يا بريدة في عليّ فإن عليّا مني وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي.
ـ هذه ثلة من كلمات أكابر علماء العامة حول مفاد الحديث ، وهناك الكثير من نظائرها ، أعرضنا عن إثباتها حرصا على عدم الإسهاب.
إلى هنا نكون قد انتهينا من عرض جملة من القرائن المتصلة والمنفصلة الدالة على صحة حديث الغدير وهي ولله الحمد كافية لمن ألقى السمع وهو شهيد.
النقطة الثالثة :
الإيرادات الواردة على حديث الغدير الشريف
نثير في هذه النقطة بعض الإيرادات الواهية التي نفثها بعض المخالفين والمعاندين على حديث الغدير المقطوع الصدور سندا ودلالة من رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم باتفاق المسلمين خاصة وعامة.
الإيراد الأول :
بأن خبر الغدير من أخبار الآحاد في مقابلة الإجماع ، ولو صحّ لما خفي على