وعليه : فإن إنكار الرازي وأمثاله عدم استعمال أولى مضافا ممنوع على إطلاقه ، لما عرفت من إضافته إلى المثنّى والمجموع ، وجاءت به السنّة إضافته إلى النكرة ، ففي صحيح البخاري في الجزء العاشر ص ٧ و ٩ و ١٠ و ١٣ بأسانيد جمّة قد اتفق فيها اللفظ عن ابن عبّاس عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الحقوا الفرائض بأهلها ، فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر (١).
وأخرج أحمد في المسند ج ١ / ٣١٣ : فلأولى ذكر ، وفي صفحة ٣٣٥ : فلأولى رجل ذكر ، وفي نهاية ابن الأثير ج ٢ / ٤٩ : لأولى رجل ذكر. ويعرب عمّا نرتئيه في حديث الغدير ما يماثله في سياقه جدا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
ما من مؤمن إلّا أنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرءوا إن شئتم : النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فأيّما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ، فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني وأنا مولاه(٢).
وورد بلفظ آخر : إن على الأرض من مؤمن إلّا أنا أولى الناس به ، فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه (٣).
وبهذا يندفع ما توهّمه القوشجي من احتمال التخصيص والقرب منه ، بعد ملاحظة كثرة مجاهداته عليهالسلام في الدين ، ونهاية نصرته في غزواته للمؤمنين ، ومن كان بهذه المنزلة متى يحتاج إلى التنصيص بالاختصاص ، فإن ذلك من باب تحصيل الحاصل وهو قبيح لكون أمير المؤمنين معروفا باختصاصه من رسول الله والقرب منه.
الإيراد الثالث :
إن المراد من قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» ، هو
__________________
(١) ورواه صحيح مسلم أيضا ج ٢ / ٢.
(٢) صحيح البخاري ج ٧ / ١٩٠.
(٣) صحيح مسلم ج ٢ / ٤.