عليّ عليهالسلام نفس رسول الله كما في آية المباهلة ، يستلزم أن يكون الحاكم النائب ، خليفة معصوما ، ويشهد لما قلنا القرائن الكثيرة الدالة على ذلك منها ما رواه أنس قال :
قال رسول الله لعليّ عليهماالسلام : أنت تقضي ديني وتنجز موعدي (أو وعدي) وتبين لهم ما اختلفوا من بعدي ، وتعلّمهم القرآن وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل (١).
وفي نصوص أخر يوجد لفظ «قاضي ديني» (٢).
الإيراد الرابع :
لو كان حديث الغدير متواترا ودالا على تنصيب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام للخلافة بأمر من الله تعالى ، لكان على الصحابة أن يجعلوه مقياسا بعد النبيّ ، وليس عليهم أن يردّوا على ما بلّغه الرسول محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك المحتشد العظيم.
والجواب :
إن هذا الإيراد مستمسك قوي لمن يريد التخلّص من الاعتناق بالنص المتواتر الجلي في المقام ، ولكنه لو رجع إلى تاريخ الصحابة ، يرى لهذه الأمور نظائر كثيرة (٣)
__________________
(١) أرجح المطالب ص ١٧ ، ط / لاهور ، والهيثمي في المجمع ج ٩ / ١١٣ ، ط / القاهرة ، والسيوطي في الجامع الصغير ج ٢ / ١٤١ حديث ٥٦٠١ ، ط / مصر ، والصواعق المحرقة ص ٧٥ وكنوز الحقائق للمناوي ص ٩٨ ، ط / بولاق ، مصر ، وأسنى المطالب ص ١٣٧ وينابيع المودة ص ١٨٥ ، ط / اسلامبول ، وإحقاق الحق ج ٦ / ٥٨١.
(٢) إحقاق الحق ج ٤ / ٧٤ نقلا عن المصادر العامية ، وكذا رواه بهذا اللفظ المحقق الطوسي في التجريد.
(٣) منها رزية يوم الخميس ، والتخلف عن جيش أسامة ، واعتراضهم على صلح الحديبية وقد بلغت مخالفات القوم لنصوص النبيّ وتعليماته ما يربو على نيف وسبعين موردا استقصاها العلّامة الحجّة السيّد عبد الحسين شرف الدين (قدسسره) في كتابه الجليل الاجتهاد والنص.