في حياتهم السياسية والدينية والاجتماعية ، وليكن ترك العمل بحديث الغدير من هذا القبيل.
الإيراد الخامس :
إن المراد بالمولى في حديث الغدير هو المحبوب والمنصور لأنّ النبيّ أراد أن يوصي العرب بحفظ محبة أهل بيته وقبيلته ، ولا شك أن عليّا أمير المؤمنين بعد رسول الله سيّد بني هاشم وأكبر أهل البيت ، فذكر فضائله وساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبة معه ليتخذه العرب سيّدا ويعرفوا فضله وكماله (١) ، وعليه فإن مقتضى هذا أن يكون معنى قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» أي من كنت محبوبه أو منصورا له فعليّ كذلك.
يرد عليه :
(١) مع أنّ المولى لم يستعمل بمعنى المحبوب والمنصور ، ولو سلّم ذلك فإنّ القرائن الحالية والمقالية ـ كما عرفت سابقا ـ تقتضي إرادة مالك الأمر ، بمعنى أن القرينة صرفت اللفظ عن أحد موارد استعماله على فرض وجود مثل هذا الاستعمال.
(٢) إن مساواة الإمام عليّ بنفس النبيّ ـ حسبما ظهر الحق على لسان قلمه ـ في وجوب محبته ونصرته على الإطلاق لا تتم إلّا بثبوت منزلته له من الرئاسة العامة والعصمة ولذا كانت النتيجة كما ذكرها الفضل بن روزبهان أن يتخذه العرب سيّدا.
(٣) من أين فهم الفضل إرادة النبيّ الوصية بحفظ محبة قبيلته بشكل عام لو لا عدم الإنصاف وكراهة تخصيص أمير المؤمنين عليهالسلام بالفضل والنصّ.
__________________
(١) ذكره الفضل بن روزبهان الأشعري ، دلائل الصدق ج ٢ / ٥١ وإحقاق الحق ج ٢ / ٤٨٢.