الإيراد السابع :
ما تمحّله ابن كثير (١) وصاحب السيرة الحلبية (٢) ، من صرف ما وقع يوم الغدير إلى ما وقع عند رجوع الإمام عليّ عليهالسلام من اليمن ، وإليك عين ألفاظ ابن كثير ، قال :
«إن النبيّ خطب بمكان بين مكة والمدينة عند مرجعه من حجة الوداع قريبا من الجحفة ، يقال له : غدير خمّ ، فبيّن فيها فضل عليّ بن أبي طالب وبراءة عرضه مما كان تكلّم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن بسبب ما كان صدر منه إليهم من المعدلة التي ظنها بعض جورا وتضييقا وبخلا ، والصواب كان معه في ذلك ، ولهذا لمّا فرغ عليهالسلام من بيان المناسك ورجع إلى المدينة بيّن ذلك في أثناء الطريق ، فخطب خطبة عظيمة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عامئذ وكان يوم الأحد بغدير خم شجرة هناك ، فبيّن فيها أشياء ، وذكر من فضل عليّ وأمانته وعدله وقربه إليه ما أزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه ، ونحو نورد عيون الأحاديث الواردة في ذلك ونبيّن ما فيها من صحيح وضعيف بحول الله وقوته وعونه ، وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه ، وساق الغث والسمين والصحيح والسقيم .. وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة ، ونحن نورد عيون ما روي في ذلك مع اعلامنا أنه لاحظ للشيعة فيه ولا متمسك لهم ولا دليل لما سنبيّنه وننبه عليه ..».
ويشبه هذا ما أخرجه ابن كثير نفسه وكذا أحمد بن حنبل (٣) وآخرون عن بريدة قال :
__________________
(١) البداية والنهاية ج ٥ / ١٥٨ ، ط / دار الكتب العلمية ، حوادث السنة ١٠ ه.
(٢) السيرة الحلبية ج ٣ / ٢٧٥.
(٣) مسند أحمد بن حنبل ج ٥ / ٣٤٧.