فقد ورد بالأخبار (١) المتواترة أن الآية نزلت بأهل الكساء الخمسة ، فحديث اتحاد النورين من أوضح ما يدل على الإمامة ، هذا مضافا إلى تصريحه بأن محمّدا وعليّا متقدمان خلقا على آدمعليهالسلام مما يدل على أفضليتهما على آدم وكل الأنبياء والمرسلين ، كما يشير إلى هذا حديث «لولاهما ـ أي محمّد وعليّ ـ ما خلقتك» فإنه علة لخلق آدم ، والعليّة دليل الفضل على آدم فضلا عن الأمة ، فلا بدّ أن يكون مولى الثقلين عليّ المرتضى سيدها وإمامها بل علة خلقها بالأولوية ، كما قال عليهالسلام في نهج البلاغة بكتابه إلى معاوية «إنّا صنايع ربنا والناس بعد صنايع لنا» (٢).
(٢) الحديث الثاني :
حديث الدار.
من مسند أحمد : لما نزل «(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٣) جمع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهل بيته ثلاثين ، فأكلوا ، وشربوا ثلاثا ، ثم قال لهم : من يضمن عني ديني ، ومواعيدي ، ويكون خليفتي ويكون معي في الجنّة؟ فقال عليّ : أنا ، فقال : أنت.
ورواه الثعلبي في تفسيره : بعد ثلاث مرات ، في كل مرة سكت القوم غير عليّ عليهالسلام (٤).
ورواه الطبري بلفظ آخر مثله قال :
حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن
__________________
(١) إحقاق الحق ج ٣ / ٤٦.
(٢) نهج البلاغة : خطبة ٢٨ ص ٣٨٦ صبحي الصالح.
(٣) سورة الشعراء : ٢١٤.
(٤) مسند أحمد ج ١ / ١١١ و ١٩٥ وشواهد التنزيل ج ١ / ٤٢٠ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ / ٢٦٧ وينابيع المودة ص ٨٩ والكامل في التاريخ ج ٢ / ٤٢ ، مجمع الزوائد ج ٨ / ٣٠٢ ، كنز العمال ج ٦ / ٢٩٢ عن عدة من حفاظ الحديث ، وإحقاق الحق ج ٤ / ٦٠ عن المصادر العاميّة.